[center]الأمام الباقر عليه السلآم إسم على مسمى "
الإمام الباقر عليه السلام اسم على مسمى
قال ابن منظور: (التبقر: التوسع في العلم والمال، وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي الباقر، لأنه بقر العلم وعرف أصله، واستنبط فرعه وتبقر في العلم).
وقال الفيروزآبادي: (والباقر محمد بن علي بن الحسين لتبحره في العلم).
وقال الـــطريحي: (وتبقر في العلم: توسع، ومنه سمي أبــو جعفر الباقر (عليه السلام) لأنه بقر العلم بـــقراً، وشقه، وفتحه).
وقال ابن حجر: (وارث علي بن الحسين من ولده، عبادة وعلماً وزاهدة أبو جعفر محمد الباقر، سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها وأثار مخبآتها ومكامنها، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف حقائق الأحكام والحكم واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فساد الطويلة والسريرة، ومن ثم قيل فيه هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه، وزكا علمه وعمله وطهرت نفسه، وشرف خلقه، وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين؛ وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها هذه العجالة، وكفاه شرفاً أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له وهو صغير رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يسلم عليك فقيل له: وكيف ذاك؟ قال: كنت جالساً عنده والحسين في حجرة، وهو يداعبه فقال:
يا جابر يولد له مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: ليقم سيد العابدين، فيقوم ولده ثم يولد له مولوداسمه محمد، فإن أدركته يا جابر فاقرأه مني السلام).
وسأل رجل ابن عمر مسألة فلم يدر بما يجيبه فقال: اذهب إلى ذلك الغلام فاسأله وأعلمني بما يجيبك وأشار له إلى محمد الباقر فأتاه وسأله فأجابه فقال له ابن عمر: إنهم أهل بيت مفهّمون).
وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي (عليه السلام) يقول: حدثني وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء، محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام).
وقال ابن خلكان: (كان الباقر عالماً سيداً كبيراً، وإنما قيل له الباقر لأنه تبقر في العلم أي توسع والتبقر التوسع وفيه يقول الشاعر:
يا باقر العلم لأهل التقى وخير من لبى على الأجبل).
وقال سبط ابن الجوزي:
روى عنه الأئمة: أبو حنيفة وغيره، قال أبو يوسف: قلت لأبي حنيفة:
(لقيت محمد الباقر؟ فقال: نعم، وسألته يوماً فقلت له: أأراد الله المعاصي؟ فقال: أفيعصى قهراً؟ قال أبو حنيفة: فما رأيت جواباً أفحم منه. وقال عطاء: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علماً منهم عند أبي جعفر لقد رأيت الحكم عنده كأنه مغلوب ويعني بالحكم الحكم بن عيينة، وكان عالماً نبيلاً جليلاً في زمانه ...
وقال الشيخ المفيد:
لم يظهر عـــن أحد من ولد الحــسن والحسين من علم الديـــن وعلم القرآن والسير، وفنون الأدب ما ظهر عن أبي جعفر الباقر).
كتب عبد الملك إلى عامل المدينة: إن ابعث إليّ محمد بن علي مقيداً فكتب إليه العامل: ليس كتابي هذا خلافاً عليك يا أمير المؤمنين ولا رداً لأمرك، ولكن رأيت أن أراجعك في الكتاب نصيحة لك وشفقة عليك، وإن الرجل الذي أردته ليس اليوم على وجه الأرض أعف منه ولا أزهد ولا أورع منه، وإنه من أعلم الناس وأرق الناس، وأشد الناس اجتهاداً وعبادة، وكرهت لأمير المؤمنين التعرض له، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فسر عبد الملك بما أنهى إليه الوالي، وعلم أنه قد نصحه